الصفحة الرئيسية ›› العلوم ›› صحة

post-image

سارق البصر أو الجلوكوما السبب الأول للإصابة بالعمى

2012-11-19 06:27:09

  • 88

في اليوم العالمي لمكافحة العمى، كان التركيز على مرض الجلوكوما باعتباره السبب الأول للعمى في العالم، لما يسببه من فقدان البصر نهائياً، حيث لا يشعر الشخص بأية أعراض أو آلام بسبب الإصابة في أغلب الأحيان، لهذا أطلق عليه سارق البصر فهناك نحو 50% من المصابين بالجلوكوما لا يعلمون عن إصابتهم بالمرض الذي يدهم العصب البصري نتيجة ارتفاع ضغط العين الناتج عن تراكم السائل المائي بداخلها، ما يؤدي إلى تلف العصب البصري المسؤول عن نقل الصورة من العين إلى المخ . وكما يقول الدكتور مصطفى نصار - رئيس قسم طب وجراحة العيون بجامعة المنوفية وسكرتير عام الجمعية المصرية لأمراض الجلوكوما- إن مرض الجلوكوما يعرف عند عامة الناس بالماء الأزرق . وهي تسمية خاطئة إذ إنه لا توجد مياه زرقاء بداخل العين، لكن أتت هذه التسمية من مفهوم كلمة الجلوكوما عند الإغريق التي تعني (الشلالات الزرقاء)، حيث إن المريض يشاهد أحيانا هالات زرقاء حول مصدر الضوء، فيعطي الانطباع أن بداخل العين مياهاً زرقاء . أيضاً يسمى سارق البصر، لأن كثيراً من الناس لا يلاحظون هذه البقع العمياء إلا بعد تلف جزء كبير من العصب البصري، وفي حالة التلف الكامل للعصب، فإن ذلك يؤدي إلى العمى الكامل . ويوضح الدكتور مصطفى أن نسبة الإصابة بالجلوكوما في المنطقة العربية تتراوح ما بين نصف إلى 1% من إجمالي السكان، كما أنه وفق احصاءات منظمة الصحة العالمية فإن قرابة 70 مليون حالة على مستوى العالم تعاني هذا المرض، كما تشير التوقعات إلى حدوث 11 مليون حالة إضافية بحلول العام 2020 . من هنا يؤكد الدكتور مصطفى نصار أهمية الفحص الدوري للعين، خاصة بعد سن الأربعين، مشدداً على أن الكشف المبكر وعلاج المرض يقي من العمى، منوها إلى أنه رغم عدم إمكانية معالجة التلف الناتج عن إصابة العين بالجلوكوما إلا أن الانتظام في العلاج يمنع المزيد من الأضرار، خاصة أن القطرات المستحدثة تساعد في خفض ضغط العين، إما من خلال الحد من إفراز السائل المائي أو تحسين أداء زاوية التصريف . وهناك بعض العلاجات التي صممت لأداء المهمتين في آن واحد، أما اللجوء إلى الجراحة فهو الخيار الأخير، وذلك في حالة عدم استجابة المريض للعلاج، وهناك عوامل خطورة قد تسبب ارتفاع ضغط العين، مثل العوامل الوراثية أو الشيخوخة أو القرنية الرقيقة أو زيادة حجم المساحة التي تتوسط العصب البصري عن الحجم الطبيعي وقصر النظر وداء السكري ونقص إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، وجراحة العين أو إصابتها، وارتفاع ضغط الدم، وكذلك استخدام أدوية الكورتيكوستريد مثل قطرة العين والأقراص وأجهزة الاستنشاق والكريمات . وعن إصابة الأطفال بالجلوكوما، يقول الدكتور علي خليفة أستاذ طب وجراحة العيون بجامعة الأزهر وممثل الاتحاد العالمي للجلوكوما في مصر، إن هناك ما يسمى بالجلوكوما الخلقية، وفيها يولد الطفل مصاباً بالمرض، أو قد يصاب به في السنوات الأولى من عمره، ويمكن توارثه عن أحد الوالدين أو كليهما، وقد يحدث نتيجة إصابة الطفل بعدوى فيروسية عند إصابة الأم بهذا الفيروس خلال الشهور الثلاثة الأولى من الحمل، ونتيجة انتشار الزواج بين الأقارب في بعض البلدان العربية . وعند إصابة الطفل بالجلوكوما الخلقية، يلاحظ الأبوان كبر حجم سواد العين، نتيجة كبر حجم القرنية وهي الطبقة الشفافة التي تغطي سواد العين، كما قد تفقد القرنية شفافيتها ولمعانها فيتغير السواد إلى اللون الأزرق أو الأبيض، ومن المهم علاج الجلوكوما الخلقية في أسرع وقت ممكن حتى يستطيع الطفل التركيز بعينيه ويمكن بذلك تجنب كسل العين .

المراجع

جريدة الخليج
http://www.alkhaleej.ae/

تعليقات