بريطانيا تتعهد "دعماً عملياً" لـ "الائتلاف" المعارض بعد اعترافها به
2012-11-21 06:31:33
لافروف يؤكد أن لا اتفاق مع واشنطن وكي مون يخشى "ميدان قتال إقليمي" تعهد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، أمس، تقديم “دعم عملي” كبير ل”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، بعد اعتراف بلاده به كممثل شرعي وحيد للشعب السوري . وقال هيغ أمام مجلس العموم (البرلمان)، إن بريطانيا “تزيد مساعداتها الإنسانية مع تفاقم الأزمة واقتراب الشتاء”، وشدد على أن الحاجة الملحة الآن هي “للتحول السياسي إلى قيادة جديدة ومشروعة تعبّر عن إرادة الشعب السوري، وقادرة على وضع حد للعنف، والبدء بإعادة بناء البلد بدعم إقليمي ودولي” . وأضاف أنه طلب من رئيس “الائتلاف”، أحمد معاذ الخطيب ونائبيه رياض سيف وسهير الأتاسي، حين التقاهم في لندن “الالتزام بتطوير هياكلهم السياسية، وتوسيع دعمهم بين جميع شرائح المجتمع السوري، والاتفاق على خطة مفصلة للانتقال السياسي”، وأنه شجّعهم على “استخدام الاجتماع المقبل لأصدقاء سوريا لوضع خطة مفصّلة لمستقبل سوريا، وإظهار التزام واضح بحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي” . وتابع وزير الخارجية البريطاني أن حكومة المملكة المتحدة “قررت الاعتراف بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري”، على ضوء التعهدات التي حصلت عليها من قادته، والمشاورات التي أجرتها مع الشركاء الأوروبيين . وأعلن أن حكومة بلاده “ستقدم زيادة كبيرة من الدعم العملي للائتلاف مع عمله لإقامة هياكله السياسية والإنسانية، ومن بينها نشر فريق استجابة للاستقرار في المنطقة، للعمل مع الائتلاف لتطوير خطته الرامية إلى تلبية الاحتياجات الأساسية للناس، وتقديم توصيات للمناطق الأخرى التي تحتاج لمساعدات، وزيادة المساعدة للمتضررين، ودعم ضحايا العنف الجنسي” . وقال “سنستمر في زيادة الضغوط على الأسد والذين يدعمونه من خلال عقوبات الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك التماس المساءلة عبر لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة، ومواصلة العمل مع جيران سوريا، ومضاعفة دعمنا لعملية الانتقال السياسي وتخطيطنا لمرحلة ما بعد الأسد” . ولم يستبعد هيغ “اللجوء إلى أي خيار وفقاً للقانون الدولي لإنقاذ أرواح الأبرياء في سوريا، ومنع زعزعة استقرار المنطقة، كونها تؤثر في أمن المملكة المتحدة وسلام العالم كله، في ظل غياب الحل السياسي والدبلوماسي للأزمة” . من جهته، قال المتحدث وليد البني إن الائتلاف رحب باعتراف بريطانيا رسمياً به كممثل شرعي وحيد للشعب السوري . وأضاف “هذه الخطوات مهمة جداً ستشجع آخرين من سوريا على الانضمام وأن يثقوا فينا، وستشجع دولاً أوروبية أخرى للاعتراف بنا” . من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو وواشنطن لم تتفقا على موقف موحد بشأن الوضع في سوريا، وأضاف عقب محادثات مع نظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون في كمبوديا “لا يوجد موقف مشترك حتى الآن” . وتابع “لم يرتسم نهج مشترك بعد”، وتابع قائلاً “نحن متمسكون بإعلان جنيف الذي يدعو إلى تشكيل جهاز إداري انتقالي على أساس الاتفاق بين السلطات والمعارضة، لكن بغية التوصل إلى هذا، يتعيّن بالطبع، على المعارضة التوحد وفقاً لإعلان جنيف” . وذكّر بأن جزءاً من المعارضة توحد في الدوحة ضمن تحالف تتناقض أهدافه مع ما تم التوصل إليه في جنيف من اتفاقات . واعتبر أنه “لا يجوز اتخاذ القرارات بالنيابة عن الشعب السوري، بل يجب جمع الفرقاء إلى طاولة المفاوضات”، مشيراً إلى اتفاقه مع كلينتون “على التباحث في الموضوع لأن الوضع متوتر للغاية” . وأعلنت الخارجية الروسية أن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية التقى في اسطنبول الاثنين، ممثلي ائتلاف المعارضة ومن بينهم رئيس المجلس الوطني جورج صبرا، وقالت في بيان إن “المشاركين في اللقاءات أجمعوا على ضرورة أن تنطوي التسوية المنتظرة في سوريا على ضمانات أمنية مؤكدة، وتكفل حقوق ومصالح المجموعات الاثنية والدينية، وتضمن مشاركتهم في الحياة السياسية والاقتصادية للبلاد على قدم المساواة، كما أكدوا حرصهم على المحافظة على سيادة واستقلال سوريا ووحدتها الوطنية وسلامة أراضيها” . وتابع البيان أن بوغدانوف بحث معهم إيجاد سبل لحل الأزمة السورية في أسرع وقت، مشيراً إلى أن الطرف الروسي يواصل العمل مع فصائل المعارضة، وأنه يرى أهمية انتظامها على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي، وما اتفقت عليه مجموعة العمل حول سوريا في جنيف . إلى ذلك، التقى وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرسي، في مقر الوزارة بروما 26 ناشطاً سورياً معارضاً، يشاركون في دورة تدريبية متقدّمة في مجال العلاقات الدولية والدبلوماسية والإدارة العالمية، تقام تحت رعاية المؤسسات الإيطالية المتخصّصة وبدعم من الخارجية الإيطالية . وقال بيان للوزارة إن “الدورة هي جزء من مبادرات الحكومة الإيطالية التي تقوم بها لتعزيز المعارضة الديمقراطية السورية، بهدف دعم المرحلة الانتقالية المستقبلية” . وقال تيرسي للحضور إن “المستقبل الذي نعمل معاً لأجله هو تحقيق سوريا ديمقراطية وخالية من الاستبداد وتحترم الحرية وحقوق جميع مواطنيها” . وأضاف “ستستعيد سوريا بفخر مكانها في الأسرة الدولية لتصبح طرفاً فاعلاً في السلام والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم” . من جهته، صرح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأنه يخشى أن تؤدي “العسكرة المستمرة” للنزاع في سوريا إلى خلق “ميدان قتال إقليمي” . وقال “نشعر بقلق عميق من العسكرة المتواصلة للنزاع والانتهاكات المقيتة لحقوق الإنسان وخطر تحول سوريا إلى ميدان قتال إقليمي مع أعمال العنف المتصاعدة فيها” . ودعا الأسرة الدولية إلى دعم جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي من أجل حل سياسي “يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري” . كما دعا الأسرة الدولية إلى تكثيف مساعدتها “في مواجهة الوضع الإنساني المتدهور”، خصوصاً للدول المجاورة لسوريا التي تواجه تدفقاً للاجئين
تعليقات