حرب مواقع" في مناطق سورية

قذائف المعارضين تطال حي السفارات في دمشق أحبطت القوات النظامية السورية، أمس، هجوماً للمعارضين على كتيبة الدفاع الجوي في ريف حلب الغربي (شمال)، كان مقاتلون معارضون يحاصرونها منذ أسابيع، حسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما استمرت العمليات العسكرية في محافظة ريف دمشق التي شهدت بعض مناطقها قصفاً ومعارك . وقال المرصد في بيان إن “القوات النظامية سيطرت على كتيبة الدفاع الجوي في منطقة الشيخ سليمان في حلب بعد محاولة مقاتلين من كتائب عدة اقتحامها”، وأشار إلى أن هذه القوات سيطرت أيضاً على محيط الكتيبة . وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن المقاتلين الذين كانوا يحاولون اقتحام الكتيبة تقدموا إلى تلة حيث انفجرت بهم الألغام التي كانت القوات النظامية زرعتها، بينما تقصفهم بالطيران الحربي . وقال إن 25 مقاتلاً معارضاً قتلوا في العملية التي استمرت حتى ما بعد منتصف ليل الثلاثاء/الأربعاء، وتمكن المرصد من توثيق ستة منهم سحبهم المقاتلون المنسحبون معهم . وأورد معلومات مفادها أن بعض الجثث لا تزال في المكان . وقصف الطيران الحربي محيط بلدة منبج في ريف حلب، ما تسبب بمقتل خمسة مقاتلين . في محافظة إدلب (شمال غرب)، وقعت اشتباكات في محيط حاجز الحامدية جنوبي مدينة معرة النعمان التي تعرضت لقصف بالطائرات الحربية، ووقعت اشتباكات أيضاً في محيط معسكر وادي الضيف الذي حاول المسلحون المعارضون منذ الاستيلاء على معرة النعمان التقدم نحوه، فيما شمل القصف بالطيران مناطق أخرى في إدلب . وأفاد المرصد عن مقتل 3 أشخاص على الأقل في “انفجار عبوة ناسفة استهدفت آلية للقوات النظامية على طريق إدلب المسطومة” . في ريف دمشق، واصلت القوات النظامية محاولاتها السيطرة على معاقل المعارضين في مناطق عدة، وحاولت اقتحام مدينة داريا . وقال المرصد إن الاشتباكات مستمرة في محيط المدينة، وإن هناك قصفاً على بساتينها وحرستا وجسرين بالطائرات، وقصفاً مدفعياً على الزبداني والسيدة زينب قرب دمشق . وأشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى تزامن القصف على السيدة زينب “مع انقطاع التيار الكهربائي والاتصالات” . ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” عن مصدر مسؤول أن وحدات من الجيش السوري “قضت على عشرات الإرهابيين في عملية نوعية نفذتها ضد تجمعاتهم في بساتين داريا الشرقية” . وقال المصدر إن “وحدة من قواتنا المسلحة ألحقت خسائر فادحة في صفوف الإرهابيين الذين سقطوا بين قتيل ومصاب” . وأضاف أنها “حررت العشرات من الأهالي أغلبيتهم من الأطفال والنساء المحاصرين في بساتين داريا الذين خطفتهم المجموعات الإرهابية المسلحة لجعلهم دروعاً يمارسون من خلفها الإجرام والإرهاب، وتم نقلهم إلى أماكن آمنة” . وسقطت للمرة الأولى قذيفة على حي أبو رمانة الراقي في دمشق، الذي يضم مقار السفارات والقريب من مكاتب المقر الرئاسي، ما تسبب بمقتل شخص وإصابة آخرين بجروح، ولم يذكر المرصد مصدر القذيفة، إلا أن مصدراً أمنياً في العاصمة أوضح أن مصدرها مجموعة معارضة . وذكر شهود أن القذيفة استهدفت حافلة تابعة لعيادة طبية متنقلة كانت مركونة قرب حديقة المدفع المواجهة لنقابة الأطباء وسط حي أبو رمانة . وتحطم الهيكل الخلفي من الحافلة وزجاجها، إضافة إلى زجاج حافلة كانت مركونة خلفها، وأصيبت سيارات أخرى والرصيف بأضرار . وأفاد أحد السكان أن “طوقاً أمنياً فرض على المنطقة” بعد إطلاق القذيفة . وذكر شاهد آخر أن “سيارة مسرعة مرت في المكان وأطلقت النار عشوائياً” بعد انفجار القذيفة، مضيفاً “لحسن الحظ، كانت الطريق التي كانت تعج بالمارة قبل أشهر قليلة، مقفرة” . وتابع “لا يمكن تصور الخوف الذي تملكني، سيطرت حالة من الارتباك المنطقة التي لم يكن أحد من سكانها يتوقع حصول ذلك هنا” . من جهة ثانية، ذكر المرصد أن عبوة ناسفة انفجرت في مخيم اليرموك في جنوب دمشق ما أدى إلى إصابة رجل بجروح، مشيراً إلى مقتل رجل آخر برصاص قناص في المخيم . وقتل 31 شخصاً في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا، حسب حصيلة للمرصد . من جهة أخرى، نشر نشطاء سوريون صوراً لما قالوا إنه إسقاط مروحية للقوات النظامية، من قبل عناصر من المعارضة في منطقة البوكمال قرب الحدود السورية العراقية . وذكر ناشطون أن مقاتلين تابعين ل”جبهة النصرة” الإسلامية أسقطوا المروحية وأسروا طاقمها