مقدمة كتاب سبل الحق جل جلاله - دعوة للتفكر الفكر = الهوي (الثقافة + العلم)
2012-11-10 08:45:10 | أحمد خليفة يوسف
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) سورة المائدة 54
أحد أحد الله الصمد مولاي وسيدي وحبيبي أذنت وقلت "يحبونه" ولولاه لما بحت بهواى سبحانك ملئ السموات والأرض ولك المثل الأعلى في نفسي وعيني وأنت أجل وأعظم لك أصغي سمعي وخضع أمري وصح بذكرك قلبي وجوارحي أحد أحد الله الصمد
الحمد لله الذي هدانا للإسلام ومنَّ علينا بالإيمان وشرفنا بالعبودية فضل خص به تعالى من أخلص النية وعدل في أتباع منهج الصدق في الإيمان بالله تعالى.
قال الله تعالى: [(الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ )] الأنعام: 82
وحيث أن نبذ الظلم هو العدل فإن الظلم هنا هو ظلم النفس ذلك أن الإيمان بالله تعالى يخص الإنسان نفسه و يتحمل توابع اختياره, ولذلك فإن الاختيار يكون منوطا بالإنسان ذاتيا، والإخلاص في الإيمان هو منهج يرتبط بنية الإنسان ومنهجه الفكري والعلمي.ولذلك يجب التأكيد أن المنهج الفكري لدى الإنسان يلتزم بعلم اليقين وإن الله تعالى هو الحق المبين خالق كل شيء ومليكه تفرد بالصفات والأسماء والأفعال ليس كمثله شيء.
وبناء على ذلك فإن الأمن والعدل تعني إخلاص الإيمان والهدى لله تعالى ضمن قناعة فكرية وأخرى علمية.
فالقناعة الفكرية هي مفهوم الخلق والغاية من الحياة, وكيفية تحقيق تلك الغاية وتوظيف ما يملك من خصائص فكرية ورغبة الإنسان في إن يتضمن استخدام العلم شتى مفاهيم الحياة.
أما القناعة العلمية فهي مفهوم (الحق) والصدق والإخلاص الذي يثبت العدل من كل انحراف أو فكر أعوج ومتلائم مع كل حقيقة علمية وفكرية.
تتكون القناعة العلمية من شقين متكاملين توحد بينهما أساس العلوم في تداول ومخاطبة العقل البشري حيث أن كل تعارض في تلك العلوم يخلق أثار سلبية على الفكر البشري ولذلك هي متكاملة والأخذ بإحداها دون الأخرى يخلق اضطراب وأزمة فكرية.
هذه العلوم هي:-
• العلم المُوحى:-
وهي البينات أو العلم المُوحى من الله تعالى لأحد من عباده المصطفين لهداية الناس لسبل الحق.
قال تعالى "ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَاء أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُم بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِّقَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ" المؤمنون 44
بعث الله الرسل لقصد هداية الناس وكانوا في تتابع لأن الناس تُحرف كل البينات الموحاة من الله وتطوعها لأهوائها فتتابع الرسل كان لإعادة الناس إلى جادة الحق ولكن الانحراف مبلغ كل هوى زائغ فبعداً لقوم لا يؤمنون .
وقد ختمت الرسالات برسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بنزول القرآن الكريم الذي حفظ العلم الموحى في آيات بينات ومثلا من الذين خلوا وأقام مضمون الكتب الموحاة في الرسالات السابقة لتوحيد الحق جل جلاله دعوة وموعظة للمتقين هو كتاب لا ريب فيه هدي للمتقين وعلم أقام به حجة الرسل عند انقطاعهم عن الناس.
لم يفرط الحق عز وجل من بينه إلا وأتى بها القران الكريم ومن لم يهديه ذلك فقد سيطر عليه الهوى وألغى المنهج العلمي من الفكر.
فكل صفات وأسماء وإبداع صنع الخالق وعلوم الخلق التي أراد سبحانه وتعالى إبلاغها للخلق في ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه هدى للناس.
هو متطلب الفطرة الأولي والتي خلق الله الناس عليها قال الله تعالى :"فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ *وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ * كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ * أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ * فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنتَ بِمَلُومٍ * وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ * وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ * فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلا يَسْتَعْجِلُونِ * فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ "الذاريات (50 – 60)
هي رغبة وحاجه الناس للأمن والتي تتحقق بالارتقاء إلى غاية الله تعالى من الخلق.
فحاجة الإنسان للطمأنينة والأمن تتحقق في الخضوع لأمر الله تعالى في الخلق بإخلاص العبودية وذلك ضمن المنهج القرآني.
وحيث أن هذه الحاجة من الإنسان, هي الفكر التي يترجم بها الإنسان رغباته, كان بيانه أن تؤسس على علم اليقين العلم الذي يحقق غاية الإنس والجن من الخلق، وهي فطرة الله لا تبديل لخلق الله.
• العلم المجرد:-
هو الشق الثاني من العلوم متحقق من إدراك نتائج التجارب والمشاهدة والبرهان دليل استيعاب وقدرة الإنسان للتعرف علي الطبيعة المحيطة والكائنات الحية بما يفيده ويحقق حاجاته.
كذلك الاستعانة بالوسائل والوسائط المساعدة التقنية والفنية في تحقيق المعارف وتلك الحاجات والرغبات.
إن تكامل العلوم (العلم الموحى والعلم المجرد) في تداول و مخاطبة العقل البشري تعني تماسك الفكر البشري في مواجهة شتى صعاب الحياة وأزمات الفكر.
في حين إن التعارض والاختلاف بين أهواء الناس, ما يمثل ذلك من بدع الديانات المحرفة, في عبادة غير الله تعالى ما هي إلا سبل تبتعد بهم عن الصدق والعدل وعبادة الحق جل جلاله كما ارتضى.
قال الله تعالى :" وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ شَيْئًا وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ * فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ * ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً عَبْدًا مَّمْلُوكًا لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ * وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ " النحل 73:73
إن في خلق السموات والأرض لآيات تدل على الخالق وقدرته عز وجل.
يأيها الناس ءإذا عبدتم دون الله أحدا ضربتم الأمثال في خلق السماوات والأرض لله تعالى؟!، والناس تتبع أهواءها في العبادة لغير الله تعالى، فإذا استعص عليهم خلق السماوات والأرض وقدرة معبودهم الباطل على الخلق قالوا إن هذا الخلق لا خالق له وقالوا هو خلق أزلي.
ذلك أن أكثرهم تعبد أهواءها ولو اتبعتهم لأضلوك، أم جاءهم علم من معبودهم الباطل، إن هو إلا ظن بل أنهم لا يعدلون.
إن عبادة غير الله تعالي تجبر العبد على الخضوع لمعبودة أو هواه . فهل يستوي هو ومن عبد الله تعالى على بينه وعلم صحيح و ينفق في سبيله سراً وجهراً.
الحمد الله بل أكثرهم لا يعلمون، وفيهم من يعلم، وفي كلا الحالتين سيطر الهوى عليهم حتى أعمي بصيرتهم، فلا يستطيعون الفصل بين العبد المتبع لهواه الباطل، والعبد الذي عبد الله علي بصيرة وعلم وأنفق مما رزقه الله سراً وجهراً.
أن مثل العبد الأول، من اتبع هواه، هو الأبكم الذي لا يقدر علي شيء وأينما يوجهه مولاه لا يأتي بخير... فهل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو علي علم اليقين والصراط المستقيم.
الذي لا يعبد الله تعالى يكون ولاءه لهواه فنيته تتعارض مع الصدق و العدل والإخلاص, هو كاذب لأنه غير صادق النية لا يعبد الخالق الحق فعبادة الخالق هي العدل وغير ذلك فيه ظلم وتجني على النفس ذلك أن الخالق عز وجل ليس في حاجة العبد ولكن العبد في حاجة الله تعالى. فالناس تحيا برحمة الله الذي سخر ما في السموات والأرض وكل نعمة هي من رحمة الله وكل فتنة هي إبتلاء واختبار للناس للتمييز بين الحق والباطل.
فإذا عرفت الله تعالى حق معرفه فإن الإخلاص يكون في عبادته.
بينما عبادة الهوى تعني أن الإنسان يبحث عن منافعه دون الاكتراث لأي أمر آخر " ليس له قناعة ذاتية " أينما توجهه لا يأتي بخير لأنه عرف أنه علي باطل ولو كذب علي نفسه.
بينما من استجاب للحق والعدل في عبادة الحق يسخر طاقاته ليظهر الحق والعدل "هو على قناعة نفسية " وأينما توجهه يأتي بخير وهو على صراط مستقيم.
ومافي الامر: إن ما قام على الباطل لا ينتج إلا باطل، فلا تضربوا الأمثال، في العلم لله تعالى، فالله له المثل الأعلى إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون.
أما الإصرار على ما حرف والباطل والكذب فلن يغير واقع الانحراف ولن يكون الكذب حقاً ولو حرصتم.
ولكن الأمر الواقع أن ذلك له أثار سلبية فكرية تراكمية لا تزيد الأمر إلا سوءاً و تسفر عن الحاد ظاهر أو باطن فما قام علي الباطل يظل كذلك وحيث ذلك فأن اللعنة تعرف بالأصرار علي الكذب والباطل.
قال الله تعالى :" وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ * وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ * وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ * سَاء مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُونَ " الأعراف 172- 177
الله تعالى الذي خلق بني آدم في أجيال متتابعة, كل جيل سلالة الجيل الذي سبقه, وبعث فيهم الرسل معرفين ومنذرين، معرفين بسبل الحق، ومنذرين الناس من عاقبة أتباع الهوى.
فالإضافة إلى الفطرة الأولى، ورغبة الإنسان وحاجته لعبادة الله، فإن الناس شهدوا أن الله تعالى هو الخالق الحق.
ولكن الهوى، ليس غيره، هو الذي أضل الناس فلا حجة بالآباء وشركهم، فهذه هي آيات الله تعالى هل تكفيكم للرجوع إلى سبل الحق.
كذلك نبأ الذي آتاه الله آيات الهدى ولكن انسلخ منها واتبع الغوي (الهوى) ببصيرة الشيطان زاغ عن الحق وأخلد في تتبع مرادي الهوى، حب الدنيا، وما تعنيه الكلمة من انحطاط فكري عظيم عن رسالة السماء وما تتضمنه هذه الرسالة من سمو فكري رفيع وتفكر في آيات الله وخلقه.
من هذه الآيات العظام نستدل ونستنبط على آلية ونهج الفكر البشري هي أن:
الفكر = الهوى ( الثقافة + العلم ) والتي سنتعرف عليها فيما بعد بالتفصيل.
وعدم قدرة الإنسان للتجرد للحق والعدل تعني كذلك أن أولوياته لا تزال في عبادة أي شيء غير الله تعالى .
إن التطرف والتعصب هو نتاج الباطل حين يصعب مواجهة الحق والعدل كل ذلك يعطي نتائج عصبية منحرفة تؤثر على الفعاليات الإنسانية حتى ينهج سلوك الكلب المسعور للدفاع عن الباطل حين يكون الإنسان قد استنفذ جميع وسائله و ألغى عقله، فإذا ظلم الأخريين فإنه قد ظلم نفسه قبل كل شيء.
من ذلك نستدل على الارتباط الشديد بين الفكر والحالة النفسية فالفكر شبكة متصلة ومتداخلة في العلاقات والقيم الإنسانية بل وجميع الفعاليات البشرية هي نتاج الفكر، لذلك فالباحث الفكري هو باحث نفسي، أي يلم بنفسيات الناس الظاهرة والباطنة من خلال الفكر والهوى وبالنسبة إلى المعادلة السابقة فإن تحديد الفكر والهوى يعرفنا ما تخفي الأنفس قال تعالى:( يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ * وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ) التوبة 64 - 66
ما يعبر عنها الناس من السلوك الظاهر ومدى ارتباط ذلك بالحالة النفسية للأفراد.
كذلك الفكر هو نتاج تلاقي عدة عوامل خارجية (بيئية) وداخلية (نفسية) قد تكون بسيطة، أي مؤثرات واضحة، وقد تكون مركبة، أي تتأثر بعدة عوامل، تسفر عن تحديد السمات الفكرية وسوف نتعرض لذلك فيما بعد.
إن أغلب قرارات وأفعال الإنسان تتسم بالعفوية الساذجة التي تقوى علي زمرة من الأهواء, لقد حضر لهم شيء وغابت عنهم أشياء كثيرة تمثلت في الحقائق وعلم اليقين وهدف الخلق في الحياة والممات وما إلى ذلك من أِشياء هامة.
ولا يعول ذلك إلا سوء ظن الإنسان وجهله بالله . قال تعالى :( فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ * أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ * الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) سورة التوبة 77-80
ومربض النفاق هو القلوب (الهوى)، وإذا تمكن منها فأنه يتعاقب عليها أي يزداد سوءاً مع تقدم العمر (مردوا علي النفاق)، هو لا يفارقهم حتى يلقوا ربهم، ذلك أنهم كرهوا الصدق فكانوا يكذبون، كأنهم لا يعلمون أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأنه تعالى علام الغيوب، هم الذين يسخرون بالمطوعين من المؤمنين في الصدقات، وليس في جهدهم وقدرتهم إلا إن يسخرون منهم سخر الله منهم، وغضب الله عليهم، وتوعدهم بالعذاب الأليم، ، ولن يغفر الله لهم، لا تستغفرلهم، الاستغفار لهم وعدمه سواء و ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله واتبعوا أهواءهم الكفر والفسوق .
الهوى موجود في حاضر الناس كما وجد في أسلافهم ينتقل ويتغير حسب الظرف الزماني والمكاني من جيل إل جيل "أتواصوا به".
لن تهدي من تشاء وليس لنا من الأمر شيء أنما هي ذكرى لعلها تنفع الناس ومن كان يرجوا الله واليوم الأخر.
فالذين جاهدوا أنفسهم واظعنوا للحق هداهم الله ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو كذب بالحق لما جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين.
قال الله تعالى :" وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ " العنكبوت 69
والله تعالى مع المحسنين الذين أحسنوا في أتباع الصدق الذي يهدي للحق في القرآن الكريم
قال تعالي :" وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ * قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ * قُل لّا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ * قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ * قُلْ أَرُونِي الَّذِينَ أَلْحَقْتُم بِهِ شُرَكَاء كَلاَّ بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " سبأ 23 – 26
لن تنفع الشفاعة عند الله إلا لمن أذن له، فإذا فصل بينكم و بين ما تهوون، فإنكم تذكرون قول الحق في القرآن الكريم قول العلي الكبير سبحانه ما أعظم ذاته وسلطانه.
أمره وسلطانه في السماء والأرض التي أعطت لرزقهم وحياتكم سبب، فإذا خفي الأمر عليكم أو أنكرتموه فإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين، فلن تسألون عما أجرمنا ولن نسأل عما كنتم تعملون, الله تعالى يجمع بيننا ويفصل بالحق والعدل سبحانه الحاكم العليم.
تعليقات