التغير المناخي يهدد الأرض: ارتفاعًا في الحرارة وتصحرًا وكوارث.. والاحتياط الفوري واجب!
2012-11-29 06:05:51
مؤتمر الأمم المتحدة الثامن عشر للتغير المناخي في الدوحة دعا مؤتمر الأمم المتحدة الثامن عشر للتغير المناخي، المنعقد في الدوحة، الدول المتقدمة إلى الوفاء بالتزاماتها لمواجهة التغير المناخي، الذي يهدد الأرض بانصهار الجليد وتكثيف انبعاثات ثاني أوكسيد الكاربون، واتساع رقعة التصحر، وتراجع مخزون المياه... أي يهدد الحياة على الأرض تهديدًا فعليًا. بيروت: في السادس والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، بدأ في الدوحة نحو 20 ألف مشارك من أكثر من 190 دولة اجتماعات مؤتمر الأمم المتحدة الثامن عشر للتغير المناخي، والذي يستمر حتى السابع من كانون الأول (ديسمبر) المقبل. ويسعى هذا المؤتمر للحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض، بعد تقارير تؤكد ارتفاع حرارتها بنحو أربع درجات خلال مئة عام قادمة، إن استمرت عمليات إنتاج الوقود واستهلاكه على ما هي عليه اليوم، مع الانبعاثات الغازية المؤذية. كما يسعى المؤتمر أيضًا للحصول على تعهدات دولية من أجل خفض الغازات الدفيئة لقصر ارتفاع درجات حرارة الأرض على درجتين مئويتين فقط. الحاضر والمستقبل في الجلسة الافتتاحية، تحدث عبدالله العطية، نائب رئيس الوزراء القطري رئيس المؤتمر، داعيًا إلى العمل والتعاون المشترك. قال: "سأعمل مع زملائي أعضاء مكتب اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ ورؤساء الهيئات طول فترة رئاستي لتحقيق أفضل النتائج الممكنة، لأن التغير المناخي يشكل تحديًا مشتركًا للبشرية، ما يحتم علينا العمل بجدية للحد من العوامل السلبية الناجمة عن هذه الظاهرة". أما كريستينا فيغويريس، الرئيسة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، فنوّهت بالمؤتمر المعقود في الدوحة بسبب موقعه الجغرافي السياسي، لأنه ينعقد لأول مرة في منطقة الخليج. قالت: "إن مؤتمر الدوحة يمثل تحديًا فريدًا، هو النظر الى الحاضر والمستقبل، فالحاضر هو وسائل رفع مستوى الطموح في مجال التحديات المناخية، أي أن تتخذ الدول تعهدات اكثر قوة بغية تخفيض انبعاثات غازات الدفيئة المسؤولة عن ظاهرة الاحتباس الحراري". اضافت فيغويريس: "المستقبل هو الاطار الذي سيفرض على الجميع، بشكل منصف وبما يتواءم مع مستلزمات العلم، في إشارة الى الاتفاق الشامل المرتقب التوقيع عليه في العام 2015، والذي يدخل حيز التنفيذ في العام 2020، ويعتبر ملزما لكل البلدان بما فيها الصين، أكبر الدول الملوثة في العالم". عوامل مناخية مهددة يرى آلاف الخبراء المشاركين في هذا المؤتمر أن التأثير البيئي الناتج عن تغيّر المناخ لن يكون بعيداً جداً عنهم حيث يجتمعون، إذ يدركون تمامًا أن هذا مؤتمر تاريخي بالغ الأهمية لأنه يعقد فعلًا في منطقة تواجه عوامل مناخية تهددها فعلًا، كانبعاث الغازات الدفيئة التي تسبب الاحتباس الحراري، وارتفاع مستوى سطح البحر مع انصهار الجبال الجليدية، وارتفاع معدل درجات الحرارة، والتطرف المناخي. يتهم المواطن القطري بأنه يتسبب بانبعاث ثاني أكسيد الكربون والغازات الدفيئة الأخرى أكثر من أي شخص آخر في الأرض. بينما تحتل الإمارات المرتبة الثانية، والكويت المرتبة الثالثة، من حيث نسبة انبعاث غازات الدفيئة للشخص الواحد. وبالرغم من أن الشرق الأوسط ما زالت تنتج أقل من 5 بالمئة من الانبعاثات العالمية للغازات المسببة للاحتباس الحراري، بحسب بيانات البنك الدولي، إلا أنه يقول إن الزيادة في الانبعاثات ارتفعت ثلاث مرات أسرع في هذا الجزء من العالم مقارنةً بالمتوسط العالمي بين العامين 1990 و2007. التصحّر آتٍ! يهدد ارتفاع معدل درجات الحرارة المنطقة فعلًا، والحد منه هدف معلن من بين أهداف المؤتمر المنعقد في الدوحة، إذ يقدّر الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ أن ترتفع درجات الحرارة في الشرق الأوسط درجتين مئويتين في السنوات العشرين القادمة، وأن ترتفع أكثر من أربع درجات مئويات بنهاية القرن الحالي. ويقول الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ أن هذا الارفاع في درجات الحرارة سيسبّب تراجعًا مطّردًا في هطول الأمطار، بنسبة 20 بالمئة بنهاية القرن، وتزايدًا في نسبة التصحر المتفشي أصلًا في الشرق الأوسط، وبالتالي تناقصًا في الأراضي الصالحة للزراعة والموارد المائية. وفي تقرير أممي صدر حديثًا، مستويات شح المياه في الشرق الأوسط مرتفعة جدًا، مقارنةً بأي مكان آخر في العالم، إذ يستثمر سكان هذا المنطقة ثلاثة أرباع موارد المياه، وأي انخفاض في المياه الجوفية يزيد من وتيرة الضغوط البيئية، ما يزيد خطر الصراع، خصوصًا أن عدد العرب يُقدّر بنحو 359 مليون نسمة، قد يصل إلى 600 مليون نسمة بحلول العام 2050. انصهار الجليد يبعث الميثان في سياق متصل، حذر خبراء برنامج الأمم المتحدة لحماية المناخ من خطورة ذوبان الطبقات الأرضية الهائلة المتجمدة بشكل دائم على مناخ الأرض. وذكر تقرير أعده خبراء في المناخ أن هذه الطبقات الموجودة في القطب الشمالي تحتوي على نحو 1700 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون. فهذا الغاز ينتج على شكل ثاني أكسيد الكربون عند ذوبان الجليد، وكذلك على شكل غاز الميثان الاحتباسي الذي يضر المناخ بشكل أقوى. وحذر الخبراء خلال المؤتمر في الدوحة من "الاستهانة بالخطر الناتج عن هذا الذوبان"، ودعوا الدول التي تمتلك على أراضيها مساحات جليدية واسعة، كروسيا وكندا والصين والولايات المتحدة، إلى مراقبة أراضيها الجليدية بطرق أفضل، فإذا تسرب غاز ثاني أكسيد الكربون والميثان من الطبقات الأرضية الجليدية لن يمكن السيطرة على نتائجه، لأن البنى التحتية الحالية لا تكفي للكشف عن التغيرات المستقبلية في الأراضي دائمة التجمد. تحذيرات وتعهدات أعلن العطية أن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سيشاركان في جلسة ستخصص لقيادات رفيعة المستوى، في الرابع من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، فيما دعت مجموعة الـ 77 إلى حماية المنظومة المناخية على أساس العدل والمساواة في شأن تطبيق بروتوكول كيوتو من دون إقصاء إي دولة، بما فيها فلسطين. من جانبها، حذرت منظمة غرينبيس من كوارث متكررة مثل الإعصار ساندي الذي ضرب شرق الولايات المتحدة قبل أسابيع، وطالبت بالاسراع في الانتقال من التفاوض إلى التنفيذ، وبإشراك القطاع الخاص في جهود المكافحة. أما الاتحاد الأوروبي، فأكد أن ارتفاع حرارة الأرض 4 درجات مئوية ستقوض كل المساعي المبذولة للحد من انتشار الفقر، وتعهد تقديم 7,2 مليارات يورو لتسريع الاجراءات الكفيلة بالحد من الاحترار الأرضي، بالرغم من التحديات المالية التي تواجهها أوروبا، مع تعهد بتأمين 100 مليار دولار في هذا السبيل، بحلول العام 2020. كما تعهدت مصر، باسم الدول العربية جمعاء، في المؤتمر التصدي للتغير المناخي بالتحول التدريجي للطاقة الجديدة والمتجددة، "لأن كل الدول العربية متأثرة بظاهرة التغير المناخي". ودعت مصر دول العالم الأول للعب دور ريادي في هذا المجال، ومد الدول النامية بالمال والخبرات لتتكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ، من خلال توزيع عادل للأعباء. إلى اقتصاد المعرفة وكان فهد بن محمد العطية، رئيس اللجنة الفرعية المنظمة للمؤتمر، أبدى تفاؤلًا مزيدًا بخروج المؤتمر بنتائج مثمرة، بفضل المباحثات الجادة الجارية بين الدول الأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة حول التغير المناخي. ففي المؤتمر الصحافي الأول للجنة المنظمة للمؤتمر عقد يوم الثلثاء، لفت العطية إلى اعتماد رؤية قطر، التي ترمي إلى تحويل الامارة إلى دولة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة بحلول العام 2030، وعلى تأمين العيش الكريم لشعبها جيلًا بعد جيل. كما أشار إلى أن "الرؤية الوطنية توفر إطارًا عامًا لتطوير استراتيجيات وطنية شاملة وخطط تنفيذها، باستشراف الآفاق التنموية من خلال أربع ركائز، هي التنمية البشرية والتنمية الاجتماعية والتنمية الاقتصادية والتنمية البيئية". أضاف: "نسعى للتحول من دولة قائمة على إنتاج النفط والغاز إلى دولة تعتمد اقتصاد المعرفة"، مشيراً إلى أن قطر عملت على استضافة مؤتمرات وأحداث كبرى في هذا الصدد، ومن ذلك استضافتها لهذا المؤتمر، "ما يعكس الاهتمام بضرورة حل هذه المشاكل التي تتضرر منها العديد من الدول عبر العالم، ومنها دولة قطر التي تستورد أكثر من 90 بالمئة من احتياجاتها من المواد الغذائية، كما أن مستوى ارتفاع أرضها في مستوى ارتفاع سطح البحر تقريبًا". وأكد العطية أن هذه الاعتبارات دفعت قطر منذ أعوام عديدة لتعزيز إجراءاتها وتدابيرها للتصدي للتغير المناخي.
تعليقات