الصفحة الرئيسية ›› العلوم ›› صحة

post-image

التهاب الغدة النكفية مرض ينتشر في الزحام

2012-11-11 23:17:56

  • 25

إهماله يهدد بمضاعفات خطيرة في مثل هذا الوقت من كل عام ينشط الفيروس المسبب لالتهاب الغدة النكفية، وفي ظل الزحام يكون أكثر وأسرع انتشاراً، وهو مرض سهل السيطرة عليه بقطع دائرة العدوى عن طريق عزل الطفل المصاب مدة لا تتجاوز أسبوعين والتنبيه عليه بالراحة وعدم الإرهاق، أي أن يبتعد عن ممارسة الألعاب العنيفة والإقلال من الحركة مع اتباع تعليمات الطبيب . الدكتور عادل عاشور استشاري أمراض الطفولة وطب المناطق الحارة بالمركز القومي للبحوث المصري، يستعرض مسببات المرض وأعراضه وإمكانات الوقاية منه والعلاج، فيرى أن التهاب الغدة النكفية أحد أمراض الأطفال المعروفة التي تصيب الطفل عادة ما بين الخامسة والرابعة عشرة من عمره . يسببها فيروس ضعيف قد تقتله درجة حرارة واحدة أكثر من احتماله خارج جسم الإنسان، لكن شراسته تبدو واضحة في عدد من المضاعفات الخطيرة التي تعقب الإصابة به . ينتمي الفيروس المسبب لالتهاب الغدة النكفية اللعابية عند الأطفال لمجموعة معروفة من الفيروسات التي تتسبب في إصابات الجهاز التنفسي العلوي “التهابات الحلق والزور”أيضاً الحصبة والأنفلونزا . تنتقل العدوى بتلك الفيروسات ومنها المسبب لالتهاب الغدة النكفية عن طريق الرذاذ الخارج من الأنف والفم والمتطاير من بيئة تزدهر فيها تلك الميكروبات وتنتشر . يأخذ الفيروس طريقه مباشرة إلى الغدد اللعابية التي تقع في منطقة الخد، أمام الأذنين، لتبدأ نشاطها غالباً في الغدتين في آن واحد . ترتفع حرارة الطفل ويبدأ الشكوى من صداع مؤلم وعدم رغبة في الطعام وألم وتورم في الغدد النكفية . يظل تورم الغدد النكفية مؤلماً إلى فترة قد تصل لخمسة أيام يصبح كل فصل له علاقة بتلك المنطقة مؤلماً، البلع والمضغ والكلام، ما يؤثر على نفسية الطفل بالسلب . وقد لا يسلم الأمر من التهاب الغدد اللعابية الأخرى التي تقع تحت اللسان أو الفك، لكن الأمر في النهاية في أغلب الأحوال ينحسر بانحسار الالتهاب، فيخبو الألم وينسحب الورم ويعاود الطفل نشاطه مع بعض الرعاية الخاصة بطعامه وتخفيف آلامه خلال فترة المرض التي قد لا تتجاوز الأسبوع . هذا هو الجانب الهين من المرض الذي ينتهي بلا مضاعفات، ربما أيضاً كانت أعراضه بسيطة لا تلفت النظر إلا عند تورم الخدين . لكن ولسبب لا يزال حتى الآن مجهولاً يمكن أن يعلو من المرض، فتواكبه مضاعفات خطيرة قد تترك آثارها على حياة الطفل المريض . التهاب أنسجة المخ أكثر مضاعفات التهاب الغدد اللعابية النكفية خطورة، وقد تؤدي للوفاة إذا لم يتم تشخيصها وعلاجها في بداياتها، وقد تترك آثاراً مدمرة ملازمة للإنسان إذا ما تعافى جزئياً . التهاب أغشية المخ أحد المضاعفات الخطيرة أيضاً، وإن كانت نادرة الحدوث لكنها أمر وارد . التهاب نسيج المخ أو الأغشية المحيطة به أمر تعلن عنه أعراض خطيرة مثل ارتفاع درجة الحرارة إلى الأربعين مئوية، وتصلب العنق، والغثيان، والقيء المستمر، ونوبات من التشنجات قاسية . التهاب الخصية أو المبيض مضاعفات تحدث عند من تعدوا مرحلة الطفولة للمراهقة من الذكور والإناث . يعلن عنها أيضاً ألم شديد في الخصية أو المبيض . فإذا دمر الالتهاب خلايا الخصية تسبب في عجز دائم لقليل من احتمالات الخصوبة، كذلك الأمر سواء في حالة إصابة المبيض . التهاب خلايا البنكرياس قد يلحق الالتهاب أيضا بالبنكرياس الذي يحتقن فيشعر الطفل بآلام في البطن قاسية . وهناك نظرية علمية تؤكد أن ذلك الالتهاب إنما يدمر الخلايا المنتجة لهرمون الأنسولين في البنكرياس، ما يتسبب في إصابة الطفل لاحقاً بمرض السكر من النوع الأول . تشخيص الالتهاب وعلاجه عادة ما يعلن التهاب الغدد اللعابية النكفية عن نفسه في وضوح، رغم أن اللجوء للأبحاث العلمية قد يؤيد وجود الفيروس في الدم . أما علاج الحالات البسيطة منه، التي لا يعقبها مضاعفات خطيرة، فيبدأ براحة الطفل في فراشه هادئاً، وحجرة جيدة التهوية ذات إضاءة خافتة، إذا ما اشتكى من الضوء . تناول الكثير من السوائل يفيد في الهبوط بمؤشرات الحرارة بصورة طبيعية . أما الألم فالموضعي منه يمكن مقاومته ببعض الكمادات الباردة أو تناول مضادات الألم مثل الباراسيتامول . لا يحسن استخدام الأسبرين في حالة العدوى الفيروسية، إذ إن ذلك قد يعرض الطفل لتأثيرات ضارة على الكبد في أحوال نادرة لكنها واردة . الوقاية من الالتهاب إلى جانب إجراءات الوقاية التي تلزمنا بها الصحة العامة مثل غسل الأيدي باستمرار، وتجنب الزحام، ومراجعة طبيب الأسرة والمدرسة في حالة وجود إصابات في محيط العضل الدراسي يبقى التطعيم . لقاح الوقاية من التهاب الغدد اللعابية النكفية يصنع من الفيروسات الحية بعد تعريضها لما يضعفها ويحول دون قدرتها على العدوى النشطة . يعطى اللقاح الثلاثي الذي يضم جرعة واقية من الحصبة والحصبة الألمانية للأطفال في جرعات متكررة . الجرعة الأولى في عمر 12-15 شهرا وتعطى الثانية في سن 3-5 سنوات ثم جرعة أخيرة في السادسة، وقت الالتحاق بالمدرسة . ما يجب التنويه إليه هو أن هذا اللقاح آمن، وقد أكدت هيئات صحية عالمية منها الصحة الدولية ذلك بعد أن انتشرت بعض الملاحظات عن علاقة ما تربطه بمرض التوحد عند الأطفال .

المراجع

جريدة الخليج
http://www.alkhaleej.ae/

تعليقات