الصفحة الرئيسية ›› أخبار ›› سياسي واجتماعي

post-image

71 شهيداً وإبادة عائلة في غزة والمقاومة تقصف ما بعد "تل أبيب"

2012-11-19 06:00:51

  • 31

القاهرة محور "دبلوماسية التهدئة" والسلطة تطلب قمّة طارئة ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة جديدة تضاف إلى سجل مجازرها بحق الشعب الفلسطيني، استشهد خلالها أحد عشر فلسطينياً عشرة منهم من عائلة كاملة، وارتفع عدد ضحايا العدوان في يومه الخامس إلى 71 شهيداً وأكثر من 660 جريحا، وكان أمس اليوم الأكثر دموية وكثافة نيران من الجو والبر والبحر، حيث كثف الاحتلال استهداف المنازل والمنشآت المدنية والمساجد والمكاتب الإعلامية . بالمقابل زادت المقاومة مدى إطلاق صواريخها، حيث وصل أحدها، أمس، إلى مستوطنة “هيرتسليا” الساحلية التي تبعد أكثر من عشرة كيلومترات شمال “تل أبيب”، وطالبت السلطة الفلسطينية بعقد قمة عربية طارئة، في وقت كانت مصر طوال أمس محور تحركات دبلوماسية هادفة للتوصّل إلى تهدئة . وقال الناطق باسم وزارة الصحة، أشرف القدرة، إن “قوات الاحتلال اقترفت مجزرة بقصفها منزلاً لعائلة الدلو، حيث انتشلت الطواقم الطبية على مدار أكثر من ساعتين 10 شهداء” . واستشهد أربعة عشر آخرون وجرح العشرات في مناطق متفرقة بالقطاع، بينهم أطفال رضّع ونساء . وقالت كتائب القسام، في بلاغ عسكري، إن آخر صواريخها التي أطلقها مقاتلوها هو صاروخ مطور يُطلق لأول مرة، واستهدف شمال منطقة “هيرتسليا” التي تبعد عن غزة حوالي 80 كيلومترًا . وأصيب أربعة مستوطنين، أمس، في هجوم صاروخي على مستوطنة “اوفاكيم” جنوب غزة، وأصاب صاروخ مبنى في بئر السبع . وأصيب أحد مستوطني “شاعر هنغيف” بالنقب الغربي بجروح خطيرة إثر سقوط 5 صواريخ في المنطقة . وفي “ناحل عوز” أصيب أحد رجال الإطفاء بجروح . وفي عسقلان أصيب خمسة مستوطنين بجروح وآخرون بالهلع بعد أن أصاب صاروخ عمارة إصابة مباشرة . وأعلنت كتائب القسام عن قصف بارجتين قبالة سواحل غزة، كما أعلنت عن إسقاط مروحيّة للعدو شمالي القطاع . في غضون ذلك، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، القادة العرب إلى الاجتماع على مستوى القمة بأسرع وقت ممكن لبحث العدوان . ودعا أيضاً في كلمته ببداية اجتماع القيادة الفلسطينية، في رام الله، إلى لقاء قيادي عاجل يضم أعضاء اللجنة التنفيذية ورئيس المجلس الوطني، والأمناء العامين لجميع الفصائل والشخصيات الوطنية المتفق عليها، “من أجل البحث في سبل مواجهة هذه التحديات في صف واحد موحد، في إطار منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، “الذي لا يقبل الانقسام مهما كان” . وأكد عباس ذهاب القيادة إلى الأمم المتحدة في ال29 من الشهر الحالي، لنيل الاعتراف بدولة “صفة مراقب” في المنظومة الدولية، وقال إن “إسرائيل” “تواصل عدوانها وتهدد بمرحلة جديدة من التصعيد لعمليتها العسكرية سيترتب عليها مزيد من الدمار وسفك الدماء”، وأضاف أن السلطة تبذل كل جهد ممكن من أجل وقف العدوان، كاشفاً أنه على اتصال دائم مع رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” خالد مشعل وسائر القيادات الفلسطينية . وقال “نحن نعمل سوياً من أجل هذا الهدف وثمة توافق فلسطيني شامل على ضرورة وقف العدوان كأولوية قصوى، ورحب بالجهود العربية والدولية المبذولة “من أجل وضع حد لنزيف الدم”، معرباً عن أسفه لأنها لم تصل بعد إلى غايتها المرجوة . وكانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تلقت، أمس، مذكرة رسمية من السلطة الفلسطينية تطلب فيها عقد قمة عربية طارئة وعاجلة لبحث تداعيات العدوان . وقال مصدر مسؤول في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية إن السفير بركات الفرا سفير فلسطين ومندوبها الدائم لدى الجامعة سلّم الأمانة العامة المذكرة وقام الأمين العام د .نبيل العربي بتعميمها على جميع الدول العربية . واتسعت، أمس، دائرة التحركات الدبلوماسية الرامية لفرض تهدئة في قطاع غزة، وكانت القاهرة محور هذه الحركة الدبلوماسية، التي طالبت أوروبا بموقف واضح من العدوان، فيما أعرب رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية عن دعمه لجهود مصر للتهدئة شرط وجود “ضمانات” برفع الحصار وعدم تكرار العدوان، في وقت بدأ موفد “إسرائيلي” محادثات في القاهرة مع المسؤولين المصريين في شأن التهدئة حيث أشاد الرئيس “الإسرائيلي” شمعون بيريز بجهود الرئيس المصري محمد مرسي بهذا الشأن، بينما اشترط وزير خارجية الكيان افيغدور ليبرمان وقف الصواريخ الفلسطينية قبل الحديث عن أي تهدئة . مشاهدات من مكان مجزرة حي التفاح صرخ خليل “إنه محمد إنه حي” بينما كان مسعفون ينتشلون الأخير من بين أنقاض منزله الذي دمرته مقاتلات الاحتلال في زقاق ضيق في حي النصر شمال مدينة غزة، حيث استشهد جميع أفراد أسرته . وفجأة أجهش خليل الدلو بالبكاء بعدما أبلغه مسعف وهو يدخل الشاب إلى سيارة الإسعاف أن ابن عمه محمد (35 عاماً) “شهيد” ورفع يديه إلى السماء قائلاً “كل العائلة شهداء، ما ذنب الأطفال والرضع؟” . حجارة المنزل القديم المهدوم والمكون من ثلاث طبقات طمرت محمد مع زوجته وأولاده الأربعة وأفراد من عائلة المزنر التي هدم أيضاً منزلها الملاصق تماما لمنزل أسرة الدلو . ونجا من العائلة جمال والد محمد وابنه عبدالله (17 عاماً) إذ كانا ذهبا معاً إلى دكانه في سوق الزاوية العتيق وسط مدينة غزة لإحضار مواد تموينية لأسرته تحسباً لهجوم “إسرائيلي” بري . استند خليل إلى عمود كهرباء ملطخ بالدماء محاطاً بعدد من أقاربه لمواساته . لقد صدم لهول ما حصل وكان حضر لتفقد منزله بعدما حوله صاروخ طائرة “إف 16” إلى كومة ركام تنبعث منها نار لا تزال مشتعلة فيما جيرانه يلملمون أشلاء أحبائه التي تناثرت في المكان . بالكاد تمكن حفاران من دخول الزقاق الضيق لإزالة سقف المنزل وأعمدته التي سويت بالأرض، بحثا قبل أن يحل الليل عن امرأة وطفلتها كانتا لا تزالان تحت الأنقاض . وتساءل مجدي عبدالمجيد (39 عاماً) أحد الجيران “كيف سيجدون أحياء تحت الدمار من دون أدوات الإنقاذ وبحفار قديم”؟ وروى الفتى أحمد الحتو (13 عاماً) وكان لا يزال تحت تأثير الصدمة “كنت ألعب مع أبناء الجيران عند مدخل الشارع حين وقع انفجار ضخم جداً، اهتزت الأرض كالزلزال وتصاعد الغبار في كل مكان، لم أشعر بنفسي كيف ارتميت على الأرض بعيداً من دون أن أصاب” . أبو أحمد وقف يشاهد أعمال الإنقاذ ولم يستطع الرد على هاتفه النقال وهو يبكي ابن خاله محمد الذي التقاه قبل ساعة من الغارة . وأضاف الرجل أن محمد الذي عمل في دائرة الأمن والحماية في الشرطة والذي يبدو أنه المستهدف في الغارة الجوية كان “شاباً طيباً مثالاً للأخلاق الحميدة، الجميع يحبه ورحيله خسارة كبيرة للعائلة” . وعلى الأرض بدت دراجة أطفال وحجارة على فراش تختلط بالدم وبقايا ملابس محروقة . ووسط جلبة المسعفين وعلى وقع دوي الحفار اعتلى شبان كتلة الركام وهم يراقبون عملية الإنقاذ وهتف أحدهم “الله أكبر الله أكبر، شهيدة شهيدة” وتم انتشال فتاة لم تتجاوز خمسة عشر عاماً . وبينما الجميع منشغلون برفع الأنقاض خرجت نساء مع أطفالهن من بيوتهن المجاورة وأسرعن نحو الشارع العام وسط هدير الطائرات الحربية التي تحوم فوق غزة وتشن غارات متتالية على أهداف مختلفة . ولدى سؤالنا أم العبد شناوي (50 عاماً) عن سبب الهرب قالت المرأة بخوف “اليهود أبلغوا جيراننا أنهم سيقصفون منزلهم” . وكانت جميلة (32 عاماً) تجر أطفالها الأربعة الباكين وتتجه لسيارة إسعاف متوقفة وتطلب من السائق نقلها إلى أقاربها في مخيم الشاطىء القريب . ولم تمض ساعة حتى انسحب عشرات الشبان وعمال الإنقاذ يائسين من إيجاد ناجين تحت أنقاض المنزل المدمر . (أ .ف .ب)

المراجع

جريدة الخليج
http://www.alkhaleej.ae/

تعليقات