الصفحة الرئيسية ›› القرآن الكريم والأحاديث النبوية ›› محمد رسول الله

post-image

دروس في الحياة العملية من الهجرة النبوية

2012-11-19 06:25:54

  • 70

سبق أن نشرت لنا هذه الجريدة الغراء، مقالة بعنوان: (الهجرة . . والدرس العظيم)، وعوداً على بدء نضيف أربعة دروس نرى أن الحاجة ماسة إليها في الحياة العملية، تبنى على ذلك الدرس، إذا ما أولاها المسلم عنايته يكون قد وضع قدمه على الطريق الصحيح، وخطا خطوات هادفة على صراط مستقيم، ولا يخفى أن خير الدروس العلمية ما عاد بالنفع في الحياة العملية . ونسوق تلك الدروس بتوضيح مختصر على النحو الآتي: 1- العقيدة أعز من كل شيء . . فهي التي تستحق أن يضحى من أجلها بكل غال ونفيس، وهكذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي لنا فيه أسوة حسنة، فقد هجر مكة وهي أحب بقاع الله إليه، فالوطن مهما كان غالياً وعزيزاً، وأنه يفدى بالمهج والأموال، إلا أن العقيدة أغلى وأعز منه، ذاك لأن العقيدة تهيئ لصاحبها وطناً لا يساويه وطن، ومنزلاً لا يقاس به منزل، إنها جنة الله التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، فهل ثمة يا ترى وطن يضاهي هذا الوطن؟ 2- الصحبة الصالحة أهم كل شيء . . فهي التي ينبغي الحرص عليها وعدم التفريط فيها، وهكذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في هجرته، فقد اختار أبا بكر رضي الله عنه ليكون الرفيق في طريق الهجرة، وعلياً بن أبي طالب رضي الله عنه ليكون الممهد لسلامة الهجرة، والنبي صلى الله عليه وسلم وإن كان غنياً عن ذلك، لتوليى الله تعالى له، فهو يكلؤه ويرعاه، إلا أنه يعلم الأمة دروساً تنير لها الطريق في دنيا الحياة . 3- عفة النفس والقناعة برزق الله . . وهذا درس على غاية من الأهمية، لما له من انعكاسات هامة في تحقيق مقاصد الهجرة، وهكذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد تجلى ذلك في موقفين: أحدهما مع صاحبه أبي بكر رضي الله عنه، ذلك الصاحب الذي ما كان يرى أنه أحق بماله من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك حين قال: (إن من أمنّ الناس عليّ في صحبته وماله أبو بكر)، ومع هذا فقد أبى أن يقبل الراحلة التي قدمها له إلا بالثمن، والموقف الثاني: مع سراقة حين تحققت تلك المعجزة الباهرة، فلم يقبل منه زاداً ولا متاعاً، ولكن قال له: (عم عنا الخبر)، فقال سراقة: كفيتم، فليكن على ذكر من هذا كل من هاجر في سبيل الله، أو دعا إلى الله جل في علاه . 4- إن من أبرز أهداف الهجرة طلب العلم ونشره . . فهو الذي تفارق الأوطان من أجله، وتخاض الصعاب في طلبه ونشره، وهكذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلى هذا أرشد أصحابه رضي الله تعالى عنهم، فما أن وطئت قدماه صلى الله عليه وسلم ثرى المدينة حتى باشر ببناء مسجده المبارك، الذي كان يبث من خلاله ما يوحى إليه ربه من المعارف والعلوم، وفي ذلك المسجد تخرج أصحابه الكرام، فكانوا نجوم هدى تنير دروب السالكين . والحق أن كل درس من هذه الدروس يندرج تحته كلام طويل، وتفريعات متنوعة، ولكن لعل في الاختصار الذي سلكناه كفاية، لمن أراد طريق الهداية . والله تعالى وحده هو الموفق والمستعان .

المراجع

جريدة الخليج
http://www.alkhaleej.ae/

تعليقات