معارك عنيفة في دمشق وحلب
2012-11-25 05:54:23
دارت اشتباكات عنيفة منذ صباح أمس، في عدد من مناطق ريف دمشق بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين، بعد اشتباكات وقصف سجل في الأحياء الجنوبية من العاصمة . وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان “تعرضت الأراضي الواقعة بين مدينة حرستا وبلدة عربين في ريف دمشق للقصف من القوات النظامية”، مشيراً إلى اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في البساتين الواقعة بين حي كفرسوسة في مدينة دمشق (غرب) وبلدة داريا رافقها قصف من القوات النظامية على المنطقة، ولافتاً إلى اشتباكات في مناطق بيت سحم ومحيط الزبداني ودير العصافير، فيما تعرضت مدينة دوما وبلدتا السبينة والنشابية للقصف . وكانت الأحياء الجنوبية في العاصمة شهدت صباحاً اشتباكات وقصفاً لساعات، وقتل خمسة أشخاص في دمشق وريفها . وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” أن القوات النظامية لاحقت وتمكنت من القضاء على “إرهابيين من تنظيم القاعدة” في ريف دمشق، في الزبداني والغوطة الشرقية وبيت سحم وداريا . ونقلت عن مصدر مسؤول قوله إن الاشتباك في داريا “أسفر عن القضاء على عدد من أخطر الإرهابيين القناصين من تنظيم القاعدة كانوا يتحصنون في منازل الأهالي بعد تهجيرهم منها ومصادرة صنوف من الأسلحة والذخيرة” . وأشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن قوات النظام تحاول اقتحام داريا . وصرح الناشط هيثم عبدالله بأن “العشرات من المدارس استهدفت من القوات الحكومية منذ ليل الجمعة/السبت، في مناطق التضامن ومعضمية الشام والزبداني” . وقال إن القصف يستهدف تدمير المنشآت التعليمية والصحية في المناطق التي يسيطر عليها المعارضون في جميع أنحاء سوريا . وأفاد ناشطون أن المعارضة أسقطت طائرة للقوات النظامية في ريف دمشق، من طراز “ميغ” . وشهدت مدينة حلب (شمال)، معارك عنيفة بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة، وتجددت بعد الظهر، حسب المرصد، الاشتباكات في محيط مبنى المخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء الذي يحاول المعارضون السيطرة عليه . ونقل مراسل وكالة “فرانس برس” في حلب عن أحد السكان الذي قدم نفسه باسم أبو محمد أن المقاتلين المعارضين هاجموا عناصر من القوات النظامية تقوم بحراسة سد تشرين الاستراتيجي على نهر الفرات بين محافظتي حلب والرقة (شرق)، وطوق المقاتلون المنطقة الواقعة على بعد نحو عشرة كيلومترات من مدينة منبج . وأكد مقاتلون أن الاستيلاء على كتيبة الدفاع الجوي في الشيخ سليمان القريبة من حلب “مسألة أيام”، وتمتد القاعدة العسكرية الضخمة على مساحة مئتي هكتار من التلال والأرض الصخرية، وهي آخر مقر مهم للقوات النظامية غربي حلب في منطقة باتت تقع بشكل شبه كامل تحت سيطرة المعارضة . وقال قائد كتيبة نور الدين زنكي الذي يقدم نفسه باسم الشيخ توفيق “نحن نحاصر الكتيبة منذ نحو شهرين، الوضع ميؤوس منه بالنسبة إلى الجنود الثلاثمئة أو الأربعمئة المتحصنين فيها” . وأضاف “لقد فر منهم الكثيرون، وبينهم 5 انشقوا إلى جانبنا” . وتابع: “حسب ما أفاد المنشقون، فإن كل العسكريين في القاعدة باتوا يدركون أن نهاية النظام أصبحت قريبة، إنهم ينتظرون الفرصة لتسليم سلاحهم، إلا أن قادتهم الضباط العلويين يمنعونهم” . وقال الشيخ توفيق “عندما تسقط الشيخ سليمان، سيتحرر كل ريف حلب الغربي، وفي غضون 45 يوماً، ستتحرر حلب بدورها”، مضيفاً أن “سقوطها هو مسألة أيام” . وذكر جندي منشق ل”فرانس برس” أن كتيبة الشيخ سليمان تضم “مركز أبحاث علمياً” سرياً جداً لا يعرف أحد ماهية النشاطات التي يقوم بها، بمن فيهم الجنود داخل القاعدة . وأضاف الجندي المنشق الذي كان مفوضاً على مدى “سنة وشهر” بمراقبة قسم صغير جداً من الكتيبة، أن معنويات الجنود “في أدنى درجاتها” . وتابع: “لم تكن لدينا أي معلومات عما يجري في الخارج، تمت مصادرة بطاقات الهواتف المحمولة وبطارياتها منذ الأيام الأولى للمعارك” . في حمص (وسط)، أفاد المرصد وناشطون عن تعرض مدينتي القصير والرستن اللتين تحاول القوات النظامية اقتحامهما منذ أشهر للقصف العنيف . وأفاد المرصد عن “تعزيزات عسكرية للقوات النظامية في محيط حي دير بعلبة في حمص تمهيدا لاقتحام الحي”، بينما ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن “قصفاً عنيفاً يستهدف أحياء حمص القديمة المحاصرة (باب هود وباب التركمان والحميدية) بالمدفعية والهاون التابعة لجيش النظام” . في الحسكة (شمال شرق)، استمر التوتر بين مقاتلين أكراد ومعارضين دخلوا المدينة في التاسع من الشهر، بعد معارك دامية مع القوات النظامية . وقال أحد سكان رأس العين إن “عدد السكان بات قليلا جدا في المدينة، وإن معظم الأهالي فروا”، مشيراً إلى “انقطاع التيار الكهربائي والمياه والاتصالات”، بعد أيام من المعارك الدامية بين الأكراد ومقاتلين إسلاميين معارضين . وأشار المرصد إلى “جهود يقوم بها بعض الأطراف للوصول إلى مصالحة” بين الطرفين .
تعليقات