غزة تطيح وزير الحرب و"إسرائيل" تهدّد بإسقاط عباس
2012-11-27 06:16:32
هل تبحث واشنطن عن بديل للسلطة؟ أطاح انتصار غزة وزير الحرب الصهيوني وأكثر القادة الصهاينة حصولاً على الرتب والنياشين، فيما تهدّد “إسرائيل” بإسقاط الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في وقت تشير تقارير أمريكية إلى استعدادات من جانب واشنطن للتخلي عن عباس والتعاطي مع “حماس” مقابل هدوء لعشر سنوات تحتاجها “إسرائيل” كي تضمن وفاة اللاجئين الفلسطينيين الذين عاصروا النكبة . وأعلن وزير الحرب “الاسرائيلي” ايهود باراك، أمس، بشكل مفاجىء، اعتزاله الحياة السياسية وعدم المشاركة في انتخابات “الكنيست” في 22 يناير/ كانون الثاني المقبل . وقال في مؤتمر صحافي “قررت الاستقالة من الحياة السياسية وعدم المشاركة في الانتخابات المقبلة”، مختبئاً خلف رغبته في “التركيز على أسرته”، في حين أجمعت الفصائل في غزة على أن هذه الخطوة جاءت نتاجاً للانتصار الذي حققته غزة في مواجهة العدوان . وهددت “إسرائيل” بإسقاط عباس من رئاسة السلطة في حال توجه الفلسطينيون بطلب للحصول على عضوية المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي وتقديم شكاوى ضدها إذا تم قبول فلسطين عضواً مراقباً ودولة غير كاملة العضوية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، في ال29 من الشهر الحالي . وبالتزامن مع بدء مفاوضات بين حركة “حماس” و”إسرائيل” في القاهرة، قال المبعوث الأمريكي الأسبق لعملية السلام دينيس روس في رسالة موجهة لصانع القرار الأمريكي إن على واشنطن أن تؤكد للرئيس المصري محمد مرسي أن المساعدات الخارجية الدولية لمصر وكذلك الاستثمارات الخارجية مربوطة بمحافظة مصر على علاقتها مع “إسرائيل” وعلى مدى انغماس مصر في زيادة الهدوء . وطالب روس الإدارة الأمريكية بالضغط على مصر بشأن الأسلحة في سيناء، وقال إن من مصلحة مصر التعامل مع هذا الأمر لأنها ممكن أن تستخدم من جهاديين ضد مرسي وأيضاً تهدّد سيادة مصر . وأضاف روس الذي يشغل حالياً منصباً بمعهد سياسات الشرق الأدنى التابع ل “إيباك” أن “السؤال الأكبر الذي تواجهه الولايات المتحدة الآن سيكون عما إذا كانت علاقة مصر ب “حماس” ستستخدم لتحقيق وفاق بين حماس و”فتح”، لأنه يعني أن “حماس” سيكون بيدها كل شيء، باعتبار أنها خرجت أقوى ولأن عباس بذهابه إلى الأمم المتحدة نهاية الأسبوع للحصول على اعتراف ب “دولة غير عضو” سيسمح ل “إسرائيل” بمعاقبة السلطة على هذه الخطوة الأحادية . وأضاف أن “واشنطن ستعارض تحرك عباس في الأمم المتحدة، لكن ذلك يبقى غير كاف، وبالإضافة للتأكد من التعاون بين مصر و”إسرائيل” فإن على الولايات المتحدة التعاون مع “إسرائيل” لتحديد مستقبل الهوية الفلسطينية . . هل ستكون إسلامية أم قومية” . وتوقع روس فشل عباس، الخميس، في الأمم المتحدة وتساءل “هل سيختار عباس بعدها أن يترك إرثاً إسميّاً أم يدخل في عملية سلام . . إدارة أوباما ستكون حكيمة بحيث تعمل مع “إسرائيل” في اختبار هذا الاحتمال في نفس الوقت الذي سيكون علينا أن نجهز أنفسنا إزاء مستقبل فلسطيني بغالبية إسلامية ذلك لأن “حماس” مهتمة بالمحافظة على الهدوء مع “إسرائيل” أكثر من اهتمامها بالسلام . ووصف مراقبون ل “الخليج” رسالة روس بأنها هامة للغاية إذ تظهر بشكل لا يقبل الشك أن أمريكا مستعدة للتخلي عن عباس، وعلى لسان روس أقرب صديق أمريكي له، وأن هناك انفتاحاً على التعاطي مع “حماس” ليس فقط من جانب أمريكا فحسب، بل “إسرائيل” أيضاً، وإخوان مصر سيكونون بوابة هذا التعامل والذي قد يكفل ل “إسرائيل” هدوءاً طويلاً مطلوباً وفرصة ذهبية للهروب من أي اتفاقات أو التزامات “سلام” على الأقل لعشر سنوات مقبلة تحتاجها “إسرائيل” للتأكد من وفاة الأغلبية العظمى من اللاجئين الفلسطينيين وسيكون حتى من ولد بالنكبة 48 في طريقه إلى التسعين من العمر .
تعليقات