حصى الكلى: الوقاية الأولية وعلاجها الحديث بالمنظار المرن والليزر
2012-11-27 06:17:56
يعد الإفراط في تناول الأغذية وارتفاع درجات الحرارة العالية في الجو سببين رئيسين في ارتفاع نسبة الإصابة بحصى الكلى . وتحتل الإصابة بحصى الكلى والحالب المركز الثالث من أمراض المسالك البولية، حيث تحتل التهابات المسالك البولية المركز الأول عند الجنسين من البشر، أما تضخم البروستاتا وسرطانها فيحتل المركز الثاني عند الرجال. ويقدر معدل الإصابة بحصى الكلى خلال فترة الحياة بما يترواح بين 5-10%، وتكون إصابة الرجل بحصى الكلى ثلاثة أضعاف الإصابة عند المرأة، اما معدل الإصابة الثانية بالحصى بعد علاج الإصابة الأولى فتكون بنسبة 10% بعد سنة و50% خلال عشر سنوات . إن ذروة الإصابة بحصى الكلى تكون في سن الثلاثين من العمر عند الرجل، أما عند المرأة فتوجد ذروتان للإصابة إحداهما في سن الخامسة والثلاثين والأخرى في سن الخامسة والخمسين . وتكوّن الحصى عند الإنسان له علاقة بالسلالة وبالعرق البشري والموقع الجغرافي للعيش (المناطق الحارة) وتغير الفصول خلال السنة وخاصة في فصل الصيف، حيث ترتفع نسبة الإصابة بسبب ازدياد تشبع البول بمعادن الكالسيوم والاكسلات عند الإنسان . وتفيد الإحصاءات الصحية العالمية الحديثة بأن أكثر من 90% من مرضى حصى الكلى والحالب يتلقون علاجهم الآن بواسطة الموجات الكهرومغناطيسية الخارجية (ESWL) أو المنظارية لحصى الحالب بالليزر، حيث أكدت النتائج الإكلينيكية في السنوات الأخيرة نجاح هذا العلاج غير الجراحي، أما ال 10% المتبقية من هؤلاء المرضى فإنهم يحتاجون إلى تدخل منظاري أو جراحي وذلك لأسباب مرضية أخرى . وخلال فترة قصيرة من الزمن طورت الشركات العالمية أجهزة تفتيت للحصى الكلوي والحالبي بطريقة تكنيكية مختلفة، وذلك باستغلال تأثيرات الموجات الصادمة وأحدثها هي الموجات الصادمة الكهرومغناطيسية الحديثة (ESWL) أو استغلال الليزر لتفتيت حصى الكلى في الكمامة السفلى أو حصى الحالب العليا، حيث يستعمل المنظار القابل للإنثناء (المرن) لتفتيت حصى الكلى التي يصعب تفتيتها وإخراجها من الحالب أو الكلى . أما تشخيص حصى الكلى فيتم حاليا بواسطة الموجات فوق الصوتية، ولتشخيص حصى الحالب فإن الأشعة السينية هي الوسيلة الوحيدة للكشف عن هذه الحصى في هذه المنطقة . ومن التطورات التكنولوجية الحديثة في هذا المجال يتوافر الآن جهاز جديد لتشخيص وتفتيت الحصى في آن واحد في الكلى أو الحالب، وذلك لأن هذه الأجهزة مجهزة بآلتين إحداهما آلة الموجات فوق الصوتية والأخرى آلة الأشعة السينية . وفي الوقت نفسه حدثت طفرة تكنولوجية مهمة بالنسبة إلى المريض، وذلك بواسطة تطوير هندسي لمولد الموجات الصادمة لجهاز تحطيم الحصى، بحيث أصبح ممكناً من خلال هذا التطور التكنولوجي تحطيم حصى الكلى أو حصى الحالب العليا بطريقة أسرع وأبسط وأسهل، ومن دون مضاعفات جانبية وكذلك من دون تخدير عام، وذلك لأن توجيه الموجات الصادمة أصبح بصورة دقيقة وفعالة خلافاً عن الأجهزة القديمة لتفتيت هذه الحصى . أما الدواعي الكلينيكية لتفتيت حصى الكلى أو الحالب فهي مايلي: * حصى الكلى ذو الحجم ما فوق 6 .0 cm . * حصى الحوض الكلوي بأحجام ما فوق 6 .0m . * حصى الحالب ذو الحجم ما فوق 5 .0 cm . وتكون نسبة التنقية من هذه الحصى بعد التفتيت 80% للحصى ذي القطر إلى حد السنتيمتر الواحد، وبنسبة 65% للحصى ذي القطر إلى حد السنتيمترين، وبنسبة 58% للحصى ذي القطر ما فوق السنتيمترين . أما سبب عدم التفتيت الكامل للحصى فيعود إلى بقاء أجزاء من الحصى في داخل الكمامة السفلى للكلى، ولهذا فإن العلاج الحديث بواسطة المنظار القابل للإنثناء (المرن) وتفتيت الحصى بواسطة الليزر وشفطها في الوقت نفسه هو من العلاجات الناجحة والسهلة للمريض ومن دون أي مضاعفات تذكر . وقد دلت التجارب الإكلينيكية على أن هنالك علاقة طردية بين كبر حجم الحصى وارتفاع نسبة الالتهابات الجرثومية في الكلى والحالب بعد التفتيت، واذا لم يحدث وقائياً غرز قسطرة (DJST) قبل التدخل المنظاري لتفتيت مثل هذه الحصى الكبيرة الحجم فإن المضاعفات المذكورة أعلاه ستكون النتيجة السلبية لذلك، وذلك لأن هذه القسطرة الحالبية تستطيع أن تحافظ على جريان البول من دون إعاقة أو تعطل أو تضييق في المسالك البولية العالية (الحوض الكلوية والحالب وكذلك المثانة) حيث تعمل هذه القسطرة كمصفاة (FILTER) للحصى المفتتة ذات الحجم الكبير في الحوض الكلوي، ومن الممكن أن تترك هذه القسطرة في الحالب والكلية لمدة أقصاها ستة أسابيع . ومن أهم الدواعي الكلينيكية التي تحتم غرز القسطرة الحالبية هذه قبل تفتيت الحصى هو وجود التهاب جرثومي حاد في المسالك البولية أو في حالة وجود كلية واحدة عند المريض . أما في حالة وجود حصى في الكمامة السفلى للكلى فإن تفتيت هذه الحصى له طريقة معينة وذلك لصعوبة تنقية حطام الحصى المفتتة في هذا الجزء من الكلى وذلك لموقعه التشريحي، وخاصة في كيفية التفتيت، حيث يغرز المنظار القابل للإنثناء (المرن) ومن دون صعوبة في الحالب وصولاً إلى الكمامة السفلى للكلى حيث توجد هذه الحصى ويتم بواسطة الليزر تفتيتها وشفطها بعد ذلك . أما الدواعي الكلينيكية لتفتيت حصى الكمامات الكلوية الوسطية والعليا فهي: * حصى ذو القطر ما فوق النصف سنتيمتر . * أوجاع الخاصرة والكلى الدائمة أو المتكررة مع وجود هذه الحصى في الكمامات المذكورة أعلاه . أما عن حصى الحالب في الجزء الأعلى فإنه من الممكن تفتيتها بدون المنظار بواسطة الموجات الكهرومغناطيسية الحديثة (ESWL) ومن خارج الجسم وبالتخدير الموضعي، حيث يستغرق هذا التفتيت مدة لا تزيد على ثلاثين دقيقة بواسطة هذا الجهاز المتوافر حالياً، كما أن المريض يستطيع مغادرة المستشفى بعد الانتهاء من التفتيت لهذه الحصى بساعتين . والخلاصة هي إن الوقاية الأولية لحصى الكلى يكمن في استهلاك كميات أكثر من السوائل (3 -4) لترات في اليوم ومن ضمنها عصائر الفواكه الحامضية مثل البرتقال والليمون والتفاح وعصير الأناناس والبطيخ والشعير وماء جوز الهند وشوربة العدس الأصفر، وفي الوقت نفسه يجب على الشخص المصاب أو الذي تعرض إلى الإصابة بحصى الكلى من قبل أن يستهلك كميات أقل من السبانخ والخضروات الورقية والطماطم والفول السوداني والشمندر والعنب الأسود والقرنبيط والفاصوليا الخضراء والحليب ومشتقاته كالجبن واللبن، وكذلك صفار البيض واللحوم الحمراء. البروفيسور د . سمير السامرائي
تعليقات