الجمعية التأسيسية "تسلق" الدستور المصري

القضاء يصعّد والميادين على نبضها بلا مقدمات، وفي محاولة، على ما يبدو، لتمرير الدستور المصري باستغلال الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد، أعلنت الجمعية التأسيسية للدستور أمس الانتهاء من صياغة المسودة النهائية وبشكل فاجأ الثوار والمراقبين واعتبر بعضهم أن ما حدث “سلق” للدستور، وسيتم التصويت عليها اليوم (الخميس)، وإرسالها إلى الرئيس محمد مرسي بعد غد (السبت) ليمارس اختصاصه بعرض الدستور على الاستفتاء الشعبي، ودعا رئيس الجمعية المستشار حسام الغرياني الأعضاء المنسحبين إلى العودة، لنيل شرف “هذا اليوم العظيم” على حد تعبيره، في وقت تجددت المواجهات، بين المتظاهرين وقوات الأمن المركزي في محيط ميدان التحرير في القاهرة، الذي يحافظ على حيويته وحشوده، ما أوقع عشرات الاصابات من الطرفين، وعاشت محافظة الغربية ليلة دموية (الثلاثاء/ الأربعاء)، جرت خلالها اشتباكات عنيفة، أوقعت عشرات المصابين أيضا، جراح بعضهم خطيرة . وتظاهر مئات المواطنين أمام منزل مرسي بمدينة الزقازيق مركز محافظة الشرقية . وقال مصدر محلي بالشرقية إن عناصر الأمن أطلقت الغاز المسيّل للدموع بكثافة على المتظاهرين وحملتهم على مغادرة المنطقة التي شهدت تعزيزات أمنية بالنظر إلى امتلاك أساتذة الجامعة وشخصيات مهمة بمحافظة الشرقية شققاً سكنية فيها . وبدأت جماعة الإخوان والعديد من التيارات الإسلامية حشد أنصارها لتظاهرة مليونية في القاهرة والمحافظات بعد غد السبت، لدعم قرارات الرئيس مرسي . (ص ) واشتعلت الجبهة القضائية أمس وصعدت ضغوطها على الرئيس مرسي لإلغاء الإعلان الدستوري، وانضمت محكمتا النقض والاستئناف إلى قائمة تعليق الأعمال . وانتفضت المحكمة الدستورية العليا، بدورها، معلنة رفضها للاتهامات التي كان وجهها لها الرئيس مرسي بتسريب الأحكام مسبقاً، وطالبته بتقديم الأدلة، معتبرة انه بات يشارك في هجمة منظمة ضدها .