الصفحة الرئيسية ›› أخبار ›› سياسي واجتماعي

post-image

ريف دمشق والاحياء الجنوبية للعاصمة خزان المقاتلين المعارضين

2012-11-17 09:00:14

  • 33

طبيعة المنطقة تسهل التنقلات وعمليات الاختباء والقتال تبدو القوات النظامية السورية مصممة على تطهير دمشق من كل المجموعات المعارضة المسلحة التي تقاوم بضراوة لا سيما في الاحياء الجنوبية وضواحي العاصمة المتاخمة لها حيث يملك المعارضون اماكن تجمع معززة. دمشق: اذا كانت الاحياء ال17 التي تتالف منها العاصمة السورية لا تزال كلها مبدئيا في ايدي القوات النظامية، الا ان هناك جيوبا للمقاتلين المعارضين لا تزال تقاوم لا سيما في جنوب العاصمة وشرقها، وهي مناطق تتصل جغرافيا مع مناطق الريف التي تعتبر قواعد خلفية للمجموعات المقاتلة المعارضة. وخطت المعارك والعمليات العسكرية في دمشق وريفها خطوط تماس لا تقوم على معايير طائفية كما قد يخطر للبعض، انما هي رسمت، كما هي الحال في معظم الحروب، بين المناطق الفقيرة والمناطق الاكثر ترفا. وغالبا ما تتركز المعارك مثلا في حي القابون (شمال شرق) الذي يقطنه سنة وعلويون، وحي القدم (جنوب) المختلط ايضا بين سنة واقلية علوية، بينما يتالف سكان في عربين وداريا وجرمانا وصحنايا التي تشهد عمليات واسعة منذ اشهر من سنة ومسيحيين وعلويين ودروز. ويسعى المقاتلون المعارضون الى الوصول الى وسط العاصمة عبر محور يمتد من شمال شرق الى جنوب غرب دمشق. واكثر الاحياء توترا في العاصمة برزة (شمال)، والقابون، وركن الدين (شمال)، وبساتين المزة (غرب)، وجوبر (شرق)، والقدم (جنوب)، وكفرسوسة (جنوب غرب)، والتضامن (جنوب شرق)، ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين (جنوب). ومعظم هذه المناطق، لا سيما الجنوبية منها، تضم عددا كبيرا من الفلسطينيين ومن النازحين السوريين من درعا وحمص وغيرها من المناطق التي بدأت فيها الاضطرابات قبل الانتقال الى العاصمة خلال الصيف الماضي. كما انها مناطق فقيرة وتحوي الكثير من المساكن العشوائية. ويشير المرصد السوري لحقوق الانسان الى ان النظام اقدم على تفجير العديد من المباني في حي التضامن "بحجة عشوائيتها علما انها مبنية منذ زمن، فيما السبب الحقيقي هو تقليص الامكنة التي يمكن للمقاتلين المعارضين الاختباء فيها". ويشير المرصد الى وجود اعداد كبيرة من الاسلاميين في احياء العسالي (جنوب) والقدم والتضامن، مؤكدا ان معظم الذين نفذوا عمليات انتحارية في منطقة دمشق يتحدرون من هذه المناطق. وغالبا ما تشكل الاحياء الفقيرة والمهمشة في كل الدول تربة خصبة لتسلح الناس وغضبهم. في منطقة المزة مثلا، لم تطال الاشتباكات الاحياء الراقية انما البساتين، كذلك في كفرسوسة تتركز المعارك خصوصا في اللوان الذي هو على تماس مع ريف دمشق. ولا وجود بشكل عام للمجموعات المقاتلة المعارضة في الاحياء البعيدة نسبيا عن المعارك في دمشق مثل قاسيون (شمال) والمهاجرين (شمال غرب) ودمر (شمال غرب) والسروجة (وسط) والقنوات (وسط) والشاغور (شرق) ودمشق القديمة (وسط)، وهي مناطق يسكنها بغالبيتها اناس من طبقات ميسورة يفضلون الامن والحفاظ مصالحهم على الانخراط في النزاع. وبعض هذه الاحياء لم ينج من التفجيرات، مثل التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا ساحة الامويين في وسط دمشق في ايلول/سبتمبر. وخلال السنة الماضية، تمكنت مجموعات مقاتلة عدة من تجميع نفسها واسلحتها في مناطق عدة من ريف دمشق خلت بنسبة ثمانين في المئة تقريبا من سكانها، بحسب ما يؤكد ناشطون. وتعتبر الغوطة الشرقية (حرستا، دوما، زملكا، سقبا) من ابرز اماكن التجمع هذه. وتتالف هذه المنطقة خصوصا من بساتين، ما يسهل التنقلات وعمليات الاختباء والقتال.

المراجع

جريدة إيلاف
http://www.elaph.com

تعليقات