إضراب واسع في الأردن اليوم
2012-11-18 05:17:52
اتهام النسور برمي البلاد إلى المجهول تواصلت خلال الـ 24 ساعة الماضية حالة التوتر الميداني في الأردن احتجاجاً على رفع الأسعار وخرجت تظاهرات في مواقع متفرقة تخللت بعضها مواجهات مع رجال الأمن واستخدام الغاز المسيل للدموع فضلاً عن استمرار أعمال الشغب بينما أعلن رئيس الوزراء عبد الله النسور تحّمله وحده قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية، في حين أكدت نقابات عمالية وأطراف مهنية وطلابية بدءها إضراباً واسعاً اليوم (الأحد) . وقال النسور خلال مؤتمر صحفي “أنا المسؤول عن قرار تحرير أسعار المشتقات النفطية وبديله أسوأ” . وزاد “لقد خالفت رأي دائرة المخابرات العامة حول هذا الأمر فأنا أقوى من المخابرات العامة والمسؤول عن تقارير الأجهزة الأمنية وهم أوصوا لكن القرار كان لي في النهاية ولا تتحمله الأجهزة الأمنية ولا القيادة” . وأضاف “لم نتفاجأ بردة فعل الشارع والتراجع عن القرار يؤدي إلى نتائج أسوأ من التظاهرات والاحتجاجات لأن البلاد تعاني وضعاً اقتصادياً صعباً لا يحتمل التأجيل وإلا فإن الفأس تقع في الرأس” . وتابع “الأردنيون يخافون تفاقم الأمور على غرار مواقع محيطة وهم أذكى من رمي بلادهم في المجهول” . وتحدث النسور عن عدم وجود شرط خليجي لتقديم المساعدات إلى الأردن و”لا وعود سعودية جديدة لتقديم مساعدات” . وأكد عدم استلام بلاده مبالغ من الدول الخليجية خلال العام الحالي باستثناء وديعة في البنك المركزي قيمتها 250 مليون دولار لتنفيذ مشروعات تنموية . ولليوم الرابع على التوالي حاول مئات المحتجين الوصول إلى ميدان جمال عبد الناصر (دوار الداخلية) في عمّان المغلقة منافذه الأربعة قبل تفريقهم عدة مرات بالغاز المسيل للدموع ومواجهتهم عند اتجاههم إلى دوار فراس في منطقة جبل الحسين عشرات المناوئين والدخول في صدامات وسط “كر وفر” واعتقال بعض المشاركين بينما توجّه آخرون إلى مقر الديوان الملكي قبل تغيير مسارهم نحو دوار النزهة وتنظيم اعتصام ندد بقرار رفع الأسعار هاتفين “سلمية . . سلمية . . سلمية” . وقال مصدر أمني “سنتعامل مع الحراك حسب طريقته وإذا تجاوز سنستخدم القوة” . وشهدت محافظة معان الجنوبية أعمال شغب ليلية أضرم خلالها مجهولون النار في منزل يعود إلى وزير الزراعة أحمد آل خطاب خصصه لاستقبال ولقاء أقاربه من دون وجود أحد ساعة احتراق أطراف من طابقه الأول فيما أضرم آخرون النار في محتويات مكاتب ومركبة تابعة لسلطة وادي الأردن في منطقة ضرار في لواء “ديرعلا” ضمن الأغوار الوسطى وكذلك في مبنى بلدية عبد الله بن رواحة في لواء “فقوع” ضمن محافظة الكرك الجنوبية التي شملتها المواجهات مع قوات الدرك وتطاير قنابل الغاز المسيل للدموع . وذكر حزب “الوحدة الشعبية” المعارض أن أعدادا كبيرة تهجمت على مقره وأتت على بعض محتوياته وأكد شهود عيان تصاعد أدخنة النيران من مقر حزب جبهة العمل الإسلامي في مأدبا . وأكدت نقابات مهنية بينها “المهندسون” و”المهندسون الزراعيون” وقطاعات أخرى إلى جانب اتحادات طلبة الجامعة الأردنية و”الطفيلة” و”اليرموك” تنفيذ إضراب اليوم (الأحد)، بينما أشارت مصادر في نقابة المعلمين إلى دعوتها لاجتماع مسائي طارئ مع مجلس الوزراء نحو بحث نيتها التوقف الشامل عن العمل وربطت تعليق ذلك بتراجع الحكومة عن قرار رفع الأسعار . وأعلنت قيادات إسلامية تمسكها بشعار “إصلاح النظام” وعدم تبنيها هتافات “الإسقاط” التي تكررت في أكثر من تظاهرة مع دعوتها إلى الالتفات لذلك وعدم تجاهله . وقال نائب مراقب عام جماعة الإخوان المسلمين زكي بني رشيد “لقد خرج الغاضبون بعد تراكمات وتهدئة الموقف بحاجة إلى قرارات حاسمة لمصلحة المواطنين” . وأشار وزير المالية سليمان الحافظ إلى بدء صرف الدفعة الأولى من الدعم النقدي للذين تقدموا بطلبات من العاملين وغير العاملين في القطاع الخاص اليوم (الأحد) حيث كانت الحكومة حددت مبلغ 70 ديناراً سنوياً للفرد الواحد وبإجمالي 420 ديناراً للأسرة المكونة من 6 أفراد وأكثر ويقل دخلها عن 10 آلاف دينار سنوياً في مقابل تحرير أسعار المشتقات النفطية .
تعليقات